عندما تأتي أنباء تورط مسلمين في أعمال عنف، ثالوث السياسيين، قوات الأمن ووسائل الإعلام يميل إلى أن يفترض دائماً أن الجاني يعاني من مشاكل عقلية أو عاطفية. (للحصول على قائمة سريعة من الأمثلة، راجع مجموعتي في "الجهاد المفاجيء أو الإجهاد المفرط في فورت هود؟").
عوضاً عن ذلك، يمكنني القول أنه يجب أن يبدأو مع إفتراض النية الجهادية. التوقع الإفتراضي يجب أن يكون العاطفة الإيديولوجية و ليس الجنون. نشر الإسلام و تطبيق الشريعة الإسلامية هي الأهداف. بالطبع، هناك مجانين مسلمون حقيقيون و يمكن أن ينخرطوا في القيام بأعمال عنف، و لكنهم يشكلون نسبة مجهرية من الـ 15,247 حادث إرهابي إرتكبه مسلمون منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفق حسابات لموقع www.thereligionofpeace.com.
المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة رباعية الدفع في ساحة التايمز سكوير بنيويورك دفع بتكهنات حول دوافع المهاجم حتى قبل أن يتم نشر هوية فيصل شاهزاد، و هو مهاجر باكستاني. روبرت دريفوس من "ذا نيشن" قلل من إحتمالية أنه جهادي من طالبان الباكستانية " الإحتمال الأقرب للصحة بالنسبة لي أنه ربما يكون مجنوناً خطط لهذا العمل بمفرده أو عضو في جماعة "حزب الشاي" اليمينية المناهضة للحكومة".
ثم، ساعات بعد إعتقال شاهزاد، سارعت السلطات إلى طمأنة الجمهور بأن فعله ليس له أي علاقة بالإسلام. أمثلة من التصريحات يوم 4 مايو 2010:
- مايك بلومبرغ، عمدة مدينة نيويورك: القنبلة كان يمكن لها أن توضع من قبل "شخص ذو أجندات سياسية مضادة لمشروع قانون الرعاية الصحية أو شيء ما. يمكن أن يكون السبب أي شيء".
- مخدوم قريشي، وزير الخارجية الباكستاني: " هذه ضربة في الظهر (للأنشطة العسكرية الأمريكية في باكستان). هذا رد فعل. يمكنك أن تتوقع ذلك. دعنا لا نكن ساذجين. هم لن يجلسوا و يرحبوا بقضائك عليهم. سيقومون بالرد عليك و قتالك".
- نديم حيدر كياني، الناطق بإسم السفارة الباكستانية في واشنطن: لايزال الوقت مبكراً جداً على تحديد الدافع وراء محاولة التفجير و لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه "شخص مضطرب".
- سي إن إن: " يمكن التأكيد أن منزله تم حجزه بسبب عدم سداد الأقساط في السنوات الأخيرة. أعني، يمكن للمرء أن يتخيل مدى الضغط و الألم الذي جلبه ذلك لتلك العائله".
- سي بي إس نيوز: " ليس من الواضح إذا كان هناك المزيد من المشتبه بهم الفارين أو ماهية الدافع".
- الواشنطن بوست: تحت عنوان "الأزمة الإقتصادية تلتقي بالإرهاب"، أشار عزرا كلاين أن منزل شاهزاد تم حجزه و علق قائلا: "هذا الشخص هو كنظرية أوتار بالنسبة للإعلام: إنه يجمع بين قصص غير متوافقة تحكمت في مسار العقد الماضي. مع ذلك، لا أحد يريد أن يتكهن لماذا "حقا" قام شخص ما بعمل ما. قلوب الرجال ليست شفافة، و الدوافع معقدة".
و هذه مجموعة مقتطفات من الصحف الصادرة في الخامس من مايو 2010:
- قوات الأمن: "المحققون يقولون أنهم لم يتوصلوا بعد إلى الدافع وراء ما قام به شاهزاد". (5 مايو 2010)
- كفايت علي، أحد أقرباء شاهزاد: " نحن مصعوقون. لم يكن لديه أي إرتباط مع أي حزب سياسي أو جماعة جهادية". (5 مايو 2010)
- أسوشيتد برس نشرت العنوان: " المشتبه به في السيارة الملغمة في نيويورك يتعاون، و لكن الدافع يبقى لغزاً". (5 مايو 2010)
- القصة وفق أسوشيتد برس: " المسؤولون الفيدراليون لم يتحدثوا عن الدافع في عملية إعتقال المتجنس الأمريكي المتهم بمحاولة تفجير قنبلة في ساحة التايمز سكوير في نيويورك". (5 مايو 2010)
- و "حصرياً" على النيويورك بوست: شاهزاد " قال أنه كان دفع إلى الشر بسبب العدد الكبير من الوفيات بين قادة الجماعات الإرهابية، وفق ما كشفت عنه المصادر الأمنية أمس. تقول المصادر أنه كان شاهداً على الهجمات طوال فترة الثمانية أشهر التي قضاها في باكستان بداية الصيف الماضي". (5 مايو 2010)
- يو إس إيه توداي نشرت العنوان: "الدافع وراء المشتبه به في قضية السيارة الملغمة في نيويورك لازال لغزاً". (5 مايو 2010)
- الجارديان نشرت العنوان: " قنبلة التايمز سكوير: الباكستانيون في حيرة من دوافع المُفجر". (5 مايو 2010)
تعليقات:
(1) بعض هذه التفسيرات تقول أن الدوافع غامضة، بعضها يتكهن حول شيء أو آخر – لكنها جميعا تجاهلت الحقيقة الساطعة أمام أعين الجميع.
(2) لا يمكن لك أن تكسب حرباً إذا لم تكن لديك الشجاعة لتسمية عدوك.
(3) تسمية العدو تعني تغيير بعض أكثر الجوانب لطفاً في الحياة الغربية، و ذلك أمر يصعب القيام به.
(4) أتوقع أن تسمية العدو لن تحدث سوى بعد حدوث كارثة كبرى تنهي صبرنا مع الكلمات المفرومة.