يصادف في العشرين من تموز الذكرى ألسنوية للغزو ألتركي لقبرص، و على ضوء ألنقد ألتركي لسياسة إسرائيل في غزة وما تسميه بسجن الهواء الطلق، لا بأس من مراجعة سياسة البلدين في هذا ألأمر.
توصف علاقة تركيا بإسرائيل تاريخياً بالودية و ربما اقتربت الى تحالف شامل، حتى بدأ الفتور يدب فيها بعد وصول الإسلاميين للسلطة في أنقرة عام 2002. تحول ألود الى عداء علني أثناء حرب إسرائيل ضد حماس في 2009 حيث صرح رجب طيب أردوغان بأن سياسة إسرائيل قد خلت من ألقيم الإنسانية و بالتالي لن تؤدي ألا الى تدمير ذاتها داعياً ألله بعقاب من ينتهك حقوق ألأبرياء. أضافت زوجته ألسيدة أيمان أردوغان عن فقدانها الكلمات للتعبير عن استنكارها لفعل إسرائيل. تطور الكلام الى شتم ألرئيس الإسرائيلي، تمويل أسطول ألحرية، و استدعاء السفير ألتركي من إسرائيل. لكي تتمعن في دراسة ألغضب ألتركي تجاه إسرائيل في غزة ما عليك ألا بمراجعة ما فعلته و تفعله تركيا في قبرص.
- استعملت تركيا قنابل ألنابالم حين غزت قبرص ناشرة الإرهاب بين ألقرويين القبارصة حسب تقارير مجموعة حقوق الأقليات ألعالمية. إسرائيل لجأت الى أسلحة تقليدية متفادية خسائر تذكر بين ألمدنين.
- صاحب الاحتلال ألتركي ل 37% من قبرص تطهير عرقي نقلاً عن دراسة لوليم مالنسون من جامعة مينيسوتا نشرت حديثاً. إسرائيل طهرت غزة من أليهود في 2005 لا غير.
- اضافت تركيا 160000 مستوطن الى ال 120000 تركي قبرصي منذ 1973. لم يبقى وجود لمستوطنة إسرائيلية في غزة.
- نقلاً عن ألسياسي ألتركي بولنت أركا كالي فأن تركيا تدير شمال قبرص كمقاطعة تركية. غزة تديرها حماس.
- ألحكم ألذاتي في شمال قبرص صوري، و في غزة حقيقي.
- الجدار ألعازل في شمال قبرص يعزل القبارصة ألمسالمين، و جدار إسرائيل يعزل الإرهابيين.
أما فامكستو فهي مدينة أشباح تذكرك بهول فعل سلالة ألأسد في سوريا. تحركت القوات ألبرية التركية بسرعة لاحتلال مدينة الأشباح بعد قصف جوي مجبرة سكانها على ألنزوح هلعاً، و طوقتها باسلاك شائكة في منطقة فاروشا في وسط ألمدينة واضحت بدون سكانها الى يومنا هذا. لا تزال ألمدينة على حالها في عام 1974 حيث ترى السيارات طراز 1974 في مكانها و أنوار لا تزال مضيئة تنبعث من أبنية مهجورة، كما دون ذلك ستيفن بلاوت من جامعة حيفا. أما إسرائيل فسلمت القنيطرة لسوريا 24 يوما قبل غزو تركيا لقبرص و لكن حافظ ألأسد حولها لمدينة أشباح خديعة للناس.
أن ألعالم ألخارجي ليس بغافل عن كلام أرودغان بضمانات ألقوه معللاً ما يجري في قبرص، فها هو ألفس كاستيلو يقيم حفلا في تل أبيب مستنكراً ما حدث لا برياء فلسطين و ترى جينفر لوبيز تلغي حفلها في شمال قبرص استنكاراً لهتك حقوق الأنسان هناك. أن سجن الهواء الطلق ألتي تتكلم عنه تركيا وصفاً لغزة لا يقارن بشناعة فعلها في قبرص، و حان ألوقت لأنقرة بأنهاء احتلال جزيرة مسالمة.