كانت منظمة التحرير ألفلسطينية أيام ياسر عرفات تتكلم بلهجة ثورية مندفعة موجهة الى جماهير العرب و ألمسلمين وبلهجة دافئة ألي الغرب. لا يمكن أنكار ان شخصية محمود عباس اكثر هدوءاً، و لكن السؤال ألمطروح هو: هل تغيرت طريقة الخطابة ؟.
تناولت التقارير ألصحفية مؤخراً استعداد عباس لتقديم تنازلات إقليمية، لقاء مع صحفيين إسرائيليين، و مع زعماء الجالية أليهودية في مركز دانيال ابراهام للسلام في الشرق ألأوسط. كذلك تطرقت صحيفة ألحياه اليومية بان عباس أعلم الإدارة الأمريكية عن نيته بتقديم تنازلات بشان الوصول الى أتفاق شامل حول الضفة ألغربية، غير ان الإدارة ألفلسطينية سرعان ما أنكرت ذلك. تطرق عباس عند لقائه ألصحفي الى عزمه الوصول ألي اتفاقية سلام و القبول بوجود قوات دولية، وعلى حد تعبير أحد مساعديه بان حديثه استهدف الجمهور الإسرائيلي و البحث عن شريك بينهم لا نهاء اللعبة واختيار السلام بدل الاستيطان و الاحتلال، خاتماً ألحديث بالدعوة الى مساعدته ومنعه من فقدان ألأمل. و أخيراً و ليس آخراً نقرأ حديث عباس في مركز أبراهام و هو يستنكر العنف، يعترف بارتباطات أليهود ألتاريخية بأرض إسرائيل، و واعداً بمنع منشورات اعلامية و تدريسية تحريضية. كذلك تطرق عباس ألي مذبحة أليهود مشيراً بان تلك حقيقة تاريخية لا يمكن أنكارها. لا بد للإشارة هنا بان عباس حصل على شهادة الدكتوراه من ألأتحاد السوفيتي و كانت أطروحته حول مبالغات الصهاينة في تعداد ضحايا ألمحرقة.
لكن الحديث ألموجه ألي الشارع ألعربي و ألفلسطيني عبر اعلام ألسلطة ألفلسطينية فهو على ألنقيض من ذلك، و ألله أعلم أين هي الحقيقة في الكلام. على سبيل ألمثال برنامج ألنجوم ألتلفزيوني حيث يتنافس ممثلين عن ألجامعات ألفلسطينية، تم طرح سؤالين عن طول حدود الشواطئ ألبحرية ومساحة فلسطين مؤخراً. كانت الإجابة عن السؤال ألأول 253 كم( 190 لإسرائيل + 45 لغزة)، و الجواب على السؤال ألثاني 27000( الضفة ألغربية و غزة 60000 و إسرائيل 21000). ألتنقاض ألأخر تراه في تصريحات سلام فايد ألذي يلقب نفسه برئيس وزراء، يتكلم في كولورادو قبل عام بان المستوطنين أليهود سيتمتعون بحقوق المواطنة في الدولة ألفلسطينية كما هو حال حقوق العرب في إسرائيل. و لكن صائب عريقات، كبير مفاوضي ألسلطة ألفلسطينية يناقض ذلك في تصريحاته ألأخيرة مؤكداً رفضه إعطاء ألجنسية و المواطنة للمستوطنين أليهود. ، وعلى ضوء ذلك لا يمكن ان تكتشف الحقيقة في كلام المسؤولين.
أن الكلام العسلي ألذي يتفوه به رجال ألسلطة ألفلسطينية يقطف ثماره في الغرب و يؤدي في نهاية المطاف الى المزيد من الأكاذيب. للغرب أوهام حول ألسلطة ألفلسطينية ألتي لا هم لها سوى محو إسرائيل، و عسى ان لا تحدث كارثة أخرى قبل ألتخلص من تلك الأوهام.