"ليس هناك أمراً أكثراً غربياً من كراهية ألغرب". هذه هي مقالة ألقصصي ألفرنسي باسكال بروكنر في كتابه ألصادر عام 2006 والمترجم إلى ألانكليزية مؤخراً بعنوان طغيان ألذنب: مقالة في الماسوشية ألغربية.. يضيف ألكاتب:"يمكن حصر جميع ألأفكار ألعصرية استنكارها للغرب في نفاقه، عنفه، ورجسه". بلا شكك هنالك مبالغة في حديثه، ولكن ليست بالكثير.
مضي ألكاتب فيصور بان ألشعب ألأوربي يرى نفسه بأنه ألرجل ألمريض في كوكب ألأرض ينقل ألوباء إلى ألعالم غير ألغربي والذي يسميه ألكاتب بالجنوب. فأين ما حط ألرجل ألأبيض قدمه أتبع ذلك بالفوضى،و الدمار في آسيا، أفريقيا، و أمريكا. ألشعب ألأوربي يتصور نفسه بأنه ولد بعاهة مستديمة ويقول ألكاتب: " ألرجل ألأبيض قد نثر ألدمار،و لحزن أينما ذهب...ولون جلده ألشاحب تلمح بخلله ألأخلاقي"
أن هذه ألجمل ألاستفزازية توضح مغزى ألجدل ألرائع لبروكنر ألذي يناقش أن تأنيب ألضمير ألأوربي لخطايا ألاستعمار، ألفاشية، و ألعنصرية قد طوقت ألقارة إلى درجة خنق ألتألق ألإبداعي، مدمرة ثقتها بنفسها، و تجريدها من ألتفاؤل.
وبعدها نرى ألكاتب الذي يستسلم بأن لأوربا عيوب، ولكن في عين ألوقت يثني عليها في انتقادها ألذاتي فيقول:" لا شك أن أوربا قد ولدت وحوش، ولكنها في عين ألوقت ولدت نظريات تساعد على فهم و تدمير أولئك ألوحوش". لذلك فأن ألقارة ألأوربية ليس بمجرد لعنة لأن انجازاتها ألسامية تكملة لشنع أفعالها، وهذا ما يسميه ألكاتب "دليل ألعظمة".
أما ألنقيض لأعلاه يكمن في ألاستعداد ألأوربي أللاعتراف بأخطائها والذي يتطلب ألكراهية ألذاتية، فأن ألمجتمعات التي لا تمارس هذا ألاستبطان قلما تتجرأ على تمزيق نفسها، وعلى ضوء ذلك فأن قوتها تكمن في ضعفها. و مع إن ألقارة قد تخلصت من وحوش ألعبودية، ألاستعمار، والفاشية فهي لا تزال تتعمق في أسوأ سجلاتها ألماضية. لذلك ترى أن ألعنف و ألعدوان على الرغم من جوده في ألماضي فهو عبأ يصعب على أوربا أن تتخلص منه.
أما ألجنوب، فتراه أوربا دائم ألبراءة، ومع غياب ألاستعمار في طيات ألماضي فان أهل أوربا يمارسون نوع من لوم ألذات لحال شعوب ألمستعمرات سابقاً، و على ضوء ذلك فان ألأوربي يفتخر بأنه ألبالغ ألوحيد كونياً، وهذه هي ألعنصرية بكل معنى ألكلمة، وتخرس إي انتقاد يوجه لها.
هذا يفسر ألسؤال ألأوربي ألدائم" ماذا يمكن أن نعمله لأهل ألجنوب بدلا من ماذا يمكن أن يعمله ألجنوب لنفسه". :ذلك فأن هذا أللتحليل يفسر تظاهر ألمليون أسباني ضد رئيس الحكومة بدلاً من ألإرهابيين ألإسلاميين ألمرتكبين لانفجارات مدريد عام 2004، والأسوأ من ذلك كأن ضحايا ألانفجار في عين ألشعب يومها كانهو ألطرف ألمذنب.
لا شك أن ما حدث في مدريد وغيرها، فأن المسلمون أكثر عداءاً للغرب ، وفي ألطليعة ألشعب ألفلسطيني. وعلى نمط ذلك فأن ألموجهة ألفلسطينية ألإسرائيلية ضد أليهود, الذين هم بدورهم في طليعة ضحايا ألأجرام ألأوربي، يساعد على دحض ألذنب ألأوربي بصورة منحرفة. , لكي تكمل ألصورة، ومع نزع أوربا لسلاحها، فما على أليهودي ألا شهر سلاحه بدون استحياء.
أن أوربا تبرأ نفسها من جرائمها ضد اليهود بتمجيدها للضحية ألفلسطينية و كشف أليهود بأنهم نازيون عصرنا هذا، مهما كان دفاعهم عن نفسهم.، وبذلك تم بهدوء أباحة كراهية أليهود، ومع تركيز أوربا على إسرائيل تتصور إن مصير ألكون يمر على خط تل أبيب _ رام ألله- غزة.
وماذا عن أمريكا؟. مع تخلص أوربا من عقد جرائم المحرقة بتوجيه أللوم نحو إسرائيل، فهي كذلك تتخلص من عقدة ألاستعمار بلوم أمريكا وتساعد على تأنقها. ألكاتب يرفض هذا ألاستنتاج بالثناء على ثقة أمريكا بنفسها وافتخارها بذاتها. " أمريكا تؤكد نفسها بينما أوربا تسأل نفسها"، ومتى ما اقتضت ألحاجة فأن هذا الكون سيسأل أمريكا طالباً ألنجدة بدلاً من ألاتحاد ألأوربي وفي نظر ألكاتب فان أمريكا آخر أمة عظيمة في ألكون.
أمل ألكاتب في ألنهاية أن تبدأ أمريكا و أوربا بالتعاون مرة أخرى للحصول على نتائج رائعة، ولكن لا دليل على ذلك في ألأفق.