انتهت ألانتخابات ألعراقية ألأخيرة بدون ألوصول إلى نتيجة حاسمة، وسيتبع ذلك انسحاب ألقوات ألأمريكية في آب ألقادم، و بعدها يطرح ألشارع الأمريكي ألسؤال ألتالي: ما هي حصيلة صرف 45 بليون دولار في بناء ألعراق منذ عام 2003 ؟.
لا تشمل أل45 بليون دولار تكاليف ألجيش الأمريكي. هنالك 21 بليون تكاليف قوات ألأمن، 11 بليون لأعمار ألعراق، و 6 بليون خدمات ألحكومية ألعراقية. ألشك يناوب ألكثير أن حصيلة هذا ألأموال ربما تكون في مهب ألريح لسببين: أولهما ألخوف من تصاعد النفوذ ألإيراني بعد ألانسحاب، والثاني أن هذا ألبذخ أتسم بعدم ألكفاءة على أقل تقدير، وما عليك ألا بمراجعة أكبر تلك المشاريع للتأكد من صحة المقالة، وهو مشروع مجمع ألسفارة الأمريكية في بغداد.
لا يمكن وصف هذا ألمبنى ألذي تم تصميمه في ذروة ألاحتلال الأمريكي ألا بالعملاق في كل نواحيه، ويعتبر أكبر مبنى دبلوماسي في ألعالم بدون منافس ممتداً على مساحة 104 دونما أو 42 هكتاراً، وبذلك يكون 10 مرات أكبر من أضخم سفارة أمريكية في ألعالم ألموجودة حالياً في بيجنغ، وأصغر بعض ألشئ من دولة ألفاتيكان. هذا ألمجمع هو دولة صغيرة بحد ذاته ويشمل 21 مبنى من مخازن، مطاعم، مدارس، سينما، مجمع رياضي، مجمع كهربائي، مشروع مياه وتصفية مياه. هذه ألمدينة ألصغيرة مطوقة بجدران سمكها 15 قدماً، ويعيش فيها 5500 من ألموظفين، وميزانيتها 1.5 بليون دولار.
لم يكن بناء هذا ألمجمع خالياً من ألعوائق ألمادية و ألبنائية، وكانت ميزانية ألمشروع 592 دولاراً في بادئ ألأمر على أن يتم افتتاحه في 2007، ولكنه كلف 700 مليون دولاراً عندما أنتهي ألعمل فيه في 2009. مقالة نشرت في ألواشنطن بوست تلقي بعض ألضوء عن مشاكل ومعاناة هذا ألمبنى:
أول علامات عيوب ألتصميم ظهرت في في مسكن ألحرس الجديد عندما باشر الطباخون بتحضير وجبة طعام لتدشين ألمبنى في 25 أيار 2007. بعض ألأجهزة كانت عاطلة. أصيب بعض ألعاملين بصعقات كهربائية ثم بدأت الروائح ألغريبة بالانتشار مع حريق ألأسلاك ألكهربائية، وما كانت تلك ألعيوب ألكهربائية ألا بداية مسلسل كشف عيوب ألتصاميم من كهربائية ، تسرب وقود وغازات خطرة منتشرة في عربات ألنوم التي جهزتها شركة سعودية نصحت ألحرس بفتح ألنوافذ واستعمال ألفحم ألنباتي لامتصاص ألغازات ولكن تلك ألنصيحة لم تكن بنصيحة على أقل تقدير. أما محطات تجهيز ألطاقة والتي عددها 10 فكلها عانت من تسريب ألوقود بفضل استعمال شريط ألتفلون ألمخصص للماء والذي يذوب بمجرد تماسه مع أي سائل وقود.
أن التصاميم ألبائسة يمكن معالجتها أما موقع وحجم وشراسة هذا ألمبنى المعبر عن ألهيمنة ألأمريكية على ألعراق فهو بحث آخر. فهو جالس أليوم على أرض مستولى عليها وغير مشتراة تدعى المنطقة ألخضراء والتي كانت يوماً ما تحت سيطرة صدام حسين محاذية لنهر دجلة وفي قلب بغداد. أليك مقتطفات من تعليقات ألبعض على هذا ألمبنى:
مجموعة ألأزمات ألدولية أشارت ألي أن هذا ألمبنى يلمح لأهل ألعرق من يقود ألسلطة أولاً وأخراً. جين لوفلر محررة كتاب ألهندسة ألمعمارية للدبلوماسية: بناء ألسفارات ألأمريكية، تضيف بان واشنطن أنشأت سفارة لا تزيد أهل العراق ثقة بأنفسهم ومستقبلهم. أما آن كيران من ألأسوشيتد برس فتوقعت حقاً بأن يكون فيل أبيض ، أما وليم لانكويش فوصفه بالسجن ألكبير.
,لكمن ليس من ألغير متوقع أن يوصف جلال ألطالباني و وزير خارجيته ألمبنى عكس كذلك و بترحيب ألهيمنة ألأمريكية، فالأول يتحدث عن تعبير ألمبنى لعمق ألصداقة بين ألبلدين والثاني يوصفه بعلامة ألحرص ألأمريكي على ألديمقراطية في ألعراق.
لقد حذرت من عواقب بناء هذا ألمبنى ألعملاق، وضرورة تسليم عملية صنع ألقرار لأهل ألعراق من خلال قيادة قوية و ألاحتفاظ بسفرة صغيرة بعض ألشيء، وتحت ظروف أقل إشكالية وشؤماً عما هو عليه ألحال. أن إشكالية هذه ألظروف ستكون أكثر بياناً بعد خمسة أشهر، ولن يكون هذا ألمبنى ألا رمز ألتسلط ألأمريكي وجعل ألعراق سريعة ألتأثر بألهيمنة ألإيرانية.
أن على ألحكومة ألأمريكية ألتخلص من هذا المبنى ألمشئوم أليوم قبل ألغد و الانتقال ألي سفارة معقولة حجما على أرض تشتريها حقاً و عسى أن تكون ألعلاقات بين ألبلدين بعدها أكثر واقعية.