في ندوة خاصة، سألت زا ناشنال انتريست مجموعة متنوعة من المعلقين والمتخصصين الأسئلة التالية: كيف يتم تحديد وتعريف "النجاح" أو "الفشل" في العراق؟ ولأي درجة يمكن تحقيق "النجاح" وتحت أي شروط وظروف؟ وما هو التأثير الذي يُمكن أن يكون لإدراك ورؤية تطور الأحداث على أنه "فشل" على أهداف ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة وفي العالم؟ وهل تحقيق "النجاح" أو الوقوع في "الفشل" مازال في أيدي الولايات المتحدة؟
اذهب إلى "هل هذا نصر؟" للإطلاع على إجابات كل من ستيفن بيدل، بيتر تشارلز تشوهاريس، تومي فرانكس، جون ام. أوين الرابع، جاري روزن، ودوف اس. زخيم (أو زكيم).
يعتمد الحكم على نجاح أو فشل الحملة العراقية على وجهات نظر الأمريكيين دون سواهم تقريبا ً ـــ فهو لا يعتمد على وجهات نظر العراقيين أو شركاء التحالف أو أي طرف آخر. على هذا، أيها المواطنون الأمريكيون، دعونا نناقش الموضوع ونتجادل حوله. فيما يلي أعرض وجهة نظري:
لقد كان من الصواب إزالة صدام حسين قبل أن يتمكن من فرض المزيد من القهر والقمع على شعبه، أو من غزو بلد آخر، أو من نشر المزيد من الأسلحة الكيميائية، أو من بناء أسلحة نووية. فالعالم في حال أفضل مع وجود هذا السفاح البغيض في السجن بعد أن عاني من استبداده وطغيانه وهو جالس في "قصوره الرئاسية."
بعد النصر السهل والسريع على صدام حسين، ارتكبت إدارة بوش خطأ ً نظريا ً خطيرا ًـــ وهو رفع مستوى التوقعات قصيرة-المدى إلى مستوى عالي مما أدى إلى نتائج سلبية. فحتى على مستوى الشعارات، تطلبت عملية تحرير العراق السرعة في خلق عراق يتمتع بالنشاط والحيوية والصحة والانفتاح والهدوء، واعتبار أي شيء يقل عن ذلك هو بمثابة فشل. فالحديث عن عراق "حر ومزدهر" يمثل نموذجا ً للمنطقة فرض على العراقيين طموحات وتطلعات هم غير قادرين على تحقيقها، فهم بالكاد يخرجون من ثلاثين عاما ً من كابوس شمولي تسوده إيديولوجيات وعقائد متطرفة، وانقسامات شعوبية وإثنية عميقة، وجيران على عداء معهم يتربصون بهم.
مع فشل العراقيين في القيام بالدور المناط بهم، تزايدت مشاعر الإحباط في واشنطن. ثم قامت الإدارة الأمريكية بتعزيز هذه الطموحات بأن ورطت نفسها في مثل تلك الأمور العراقية الداخلية الصغيرة مثل حل الصراعات القبائلية والعشائرية وإصلاح إمدادات الكهرباء والمياه وكتابة الدستور، ولم يؤد ذلك كله إلا إلى زيادة سوء الموقف الذي هو من صنعها.
لو أن التحالف تحت قيادة الولايات المتحدة كان قد قلل من مستوى طموحاته وتطلعاته، متطلعا فقط إلى خلق حكومة واقتصاد يتمتعان بالمعقولية والرضا بينما يتم العمل من أجل الديمقراطية بإيقاع أكثر بطءً، لكان تقدم أحوال العراق خلال الأعوام الأربعة الماضية أكثر وضوحا ً. لقد كان على قوى الاحتلال تبني ورعاية رجل قوي ذي عقلية وميول واتجاهات ديمقراطية من أجل تأمين البلد أولا ً ثم دفعه في النهاية نحو العملية السياسية المفتوحة؛ وهذه المقاربة أو الطريقة في العمل كانت لتحقق هدفا ً هاما ً وهو إبقاء الإسلاميين المتطرفين خارج السلطة في لحظة كانوا يتمتعون فيها بأكبر قدر من الجاذبية الشعبية والانتخابية.
كان ينبغي أن تكون رسالة التحالف الأساسية للعراقيين: أنتم راشدون، ها هي بلدكم عادت إليكم، حظ سعيد لكم. ونكتفي بتحويل أموال للبدء في المشاريع الاستثمارية وبنشر قوات التحالف في الصحاري لتنفيذ أمر رسمي محدد وبوضوح ـــ الدفاع عن حدود العراق الدولية، وتأمين صادرات النفط والغاز، والبحث عن صدام حسين وأعوانه، ومنع المذابح الضخمة.
مازالت هذه الأمور التي كان ينبغي القيام بها تصلح للتنفيذ مع اقتراب عام 2007. مازالت الإدارة قادرة على صياغة الجدال والحوار في ضوء مصالح الولايات المتحدة وليس في ضوء المصالح العراقية. وللإدارة أن تقارن بين عراق اليوم وبين النموذج الشمولي الذي كان بالأمس، لا أن تقارن بينه وبين النموذج المثالي الذي يُمكن تحقيقة فيما بعد. تستطيع أن تنأى بنفسها عن مصير العراق بأن تذكر العالم أن العراقيين هم المسئولون عن تشكيل وصياغة مصيرهم.
لكن الإدارة لا يبدو عليها أي علامات تشير إلى أنها تقوم بخفض طموحاتها وتطلعاتها في العراق وفقا ً لهذه المقترحات. إذا تمسكت الإدارة بأهدافها العالية غير الواقعية فإنني أخشى أن تفشل فشلا ً ضخما ً ومخيفا ً وفي القريب العاجل. وسوف تكون نتائج وتداعيات ذلك الفشل، كما كان الحال في فيتنام، محلية أي داخل الولايات المتحدة في المقام الأول، حيث يعود المحافظون والليبراليون إلى مواقفهم الخلافية في السنوات السابقة على ريجان وتعود الولايات المتحدة إلي ما أطلق عليه ريتشارد نيكسون عام 1970 حالة "العملاق العاجز الذي يدعو للرثاء."