تتناول الورقة البحثية ثمانية أفراد: آلان ديرشويتز، وروث ويس، ومايكل أورين، ودانيال بايبس، وستيفن م. كوهين، وإيلي ويزل، ومارتن بيريتز، ولورانس سامرز. يأتي القسم الخاص بدانيال بايبس أدناه.
الحياة الأكاديمية: مؤرخ عمل في جامعة هارفارد وجامعة شيكاغو، وله أعمال واسعة النطاق في دراسات الشرق الأوسط
دانيال بايبس هو مؤرخ وباحث بارز معروف بعمله الواسع في دراسات الشرق الأوسط ومشاركته العميقة في تحليل الشؤون الإسلامية والعربية المعاصرة. ولد بايبس عام 1949، وينحدر من خلفية أكاديمية متميزة؛ فهو ابن ريتشارد بايبس، المؤرخ المعروف لروسيا في الحقبة السوفييتية. حصل دانيال بايبس على درجة البكالوريوس في التاريخ من كلية هارفارد، وتخرج بمرتبة الشرف، ثم حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة هارفارد، حيث ركزت أطروحته على التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى.
بدأ بايبس مسيرته الأكاديمية في جامعة هارفارد، حيث شغل مناصب مختلفة في التدريس والبحث. وعمل لاحقًا كعضو هيئة تدريس في جامعة شيكاغو، حيث واصل تطوير خبرته في تاريخ الشرق الأوسط، مع التركيز على الديناميكيات السياسية والثقافية للعالم الإسلامي. ويتميز عمله الأكاديمي بنهج صارم للتحليل التاريخي، إلى جانب اهتمام كبير بالقضايا المعاصرة التي تؤثر على الشرق الأوسط.
طوال مسيرته الأكاديمية، نشر بايبس العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع تتعلق بالشرق الأوسط والإسلام ودور الأيديولوجيات السياسية في تشكيل تاريخ المنطقة والشؤون الجارية. ومن أبرز أعماله كتاب في سبيل الله: الإسلام والسلطة السياسية (1983)، ويستكشف العلاقة بين الدين والسياسة في العالم الإسلامي، ويقدم تحليلاً شاملاً لكيفية سعي الحركات الإسلامية للتأثير على السلطة السياسية والسيطرة عليها عبر التاريخ.
غالبًا ما يتحدى العمل الأكاديمي الذي يقدمه بايبس السرديات السائدة في دراسات الشرق الأوسط، وخاصة تلك التي يراها متعاطفة بشكل مفرط مع التطرف الإسلامي أو منتقدة للسياسات الغربية في المنطقة. وقد اكتسب بفضل معرفته العلمية سمعة باعتباره شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الأكاديمية، وخاصة بين العلماء الذين لا يتفقون مع تفسيراته لتاريخ الشرق الأوسط وسياساته. ومع ذلك، كان لعمله تأثير كبير في تشكيل الخطاب العام والأكاديمي عن الشرق الأوسط، وخاصة في سياق السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
دوره في أيباك: هو مؤسس منتدى الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث يتماشى مع أهداف لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، ومعلق دائم على القضايا المتعلقة بإسرائيل
إن دور دانيال بايبس في الدعوة المؤيدة لإسرائيل لا يقتصر على عمله الأكاديمي، ولا سيما من خلال تأسيسه لمنتدى الشرق الأوسط في عام 1994. منتدى الشرق الأوسط هو مركز أبحاث مخصص لتعزيز المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وحماية القيم الغربية من التهديدات الملموسة للإسلام الراديكالي. رغم أن منتدى الشرق الأوسط ليس رسمياً جزءاً من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، فإن أهدافه وأنشطته تتوافق بشكل وثيق مع أهداف وأنشطة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وخاصة في التركيز المشترك على ضمان أمن وقوة إسرائيل كحليف رئيسي للولايات المتحدة.
تحت قيادة بايبس، أصبح منتدى الشرق الأوسط لاعباً مهماً في مجال دراسات الشرق الأوسط ومناصرة السياسات. يقوم المركز بإجراء الأبحاث ونشر التقارير وتنظيم الفعاليات التي تسعى إلى التأثير على السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل كبير على مكافحة التطرف الإسلامي ودعم إسرائيل. وتدير مؤسسة الشرق الأوسط أيضًا العديد من المبادرات، مثل المشروع القانوني (the Legal Project)، الذي يقدم المساعدة القانونية لأولئك الذين يواجهون دعاوى قضائية بسبب انتقاد الإسلام أو إسرائيل، وبرنامج مراقبة الحرم الجامعي (Campus Watch)، الذي يراقب وينتقد برامج الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات في أمريكا الشمالية بحثًا عن أي تحيزات ملحوظة ضد إسرائيل.
ويعد بايبس معلقًا دائماً على القضايا المتعلقة بإسرائيل، سواء من خلال منتدى الشرق الأوسط أو بصفته الشخصية كباحث ومفكر عام. وقد كتب على نطاق واسع عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتحديات الأوسع التي تواجه إسرائيل في الشرق الأوسط. وقد نُشرت مقالاته في منشورات رئيسية مثل صحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست، وصحيفة وول ستريت جورنال، حيث دعا باستمرار إلى سياسات تدعم أمن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية.
وتشمل مشاركة بايبس في أعمال لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) المشاركة في فعالياتها ومؤتمراتها، حيث شارك بأفكاره بشأن الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه إسرائيل. كما أن عمله مع منتدى الشرق الأوسط ساهم في استكمال جهود لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) من خلال توفير الأبحاث والتحليلات التي تدعم مناصرة إسرائيل في الولايات المتحدة. ومن خلال هذه الأنشطة، لعب بايبس دوراً رئيسياً في تشكيل الأطر الفكرية والسياسية التي تقوي الدعم الأميركي لإسرائيل.
التأثير: التأثير على السياسة والرأي العام من خلال الأنشطة البحثية ومراكز الفكر، وتعزيز السرديات المؤيدة لإسرائيل في الأوساط الأكاديمية والإعلامية
كان لدانيال بايبس تأثير كبير على السياسة والرأي العام من خلال دوره المزدوج كباحث ومؤسس لمنتدى الشرق الأوسط. وقد قدمت أعماله الأكاديمية الأساس لجهوده الدعائية الأوسع نطاقاً، مما سمح له بتقديم فهم عميق لتاريخ الشرق الأوسط وسياساته في النقاش حول السياسة الأميركية في المنطقة. إن هذا الجمع بين البحث العلمي والنشاط المناصر جعل من بايبس صوتًا قويًا في الخطاب حول إسرائيل والشرق الأوسط.
ومن أهم مساهمات بايبس قدرته على التأثير على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط من خلال أنشطته في مؤسسات الفكر والرأي. لقد لعب منتدى الشرق الأوسط دوراً فعالاً في تعزيز السياسات التي تتماشى مع المواقف المؤيدة لإسرائيل والمناهضة للإسلام الراديكالي، وكثيراً ما كان يعمل خلف الكواليس لتشكيل وجهات نظر صناع السياسات وقادة الرأي. ويُستشهد على نطاق واسع بأبحاث ومنشورات هذا المركز الفكري في المناقشات السياسية، كما تجذب فعالياته ومؤتمراته شخصيات مؤثرة من الحكومة والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام.
ولعب بايبس أيضًا دورًا رئيسيًا في تعزيز الروايات المؤيدة لإسرائيل في كل من الأوساط الأكاديمية والإعلامية. ومن خلال برنامج مراقبة الحرم الجامعي، سعى منتدى الشرق الأوسط إلى تحدي ما يراه بايبس تحيزات معادية لإسرائيل في برامج دراسات الشرق الأوسط، وتشجيع المزيد من التدقيق في الدراسات الأكاديمية التي تنتقد إسرائيل. وقد أثارت هذه المبادرة جدلاً كبيراً داخل الأوساط الأكاديمية، حيث يزعم المؤيدون أنها تساعد على ضمان وجهات نظر متوازنة في دراسة الشرق الأوسط، في حين يزعم المنتقدون أنها تقمع الحرية الأكاديمية.
وفي وسائل الإعلام، كان لتعليقات بايبس تأثير كبير في تشكيل تصورات الجمهور عن إسرائيل ودورها في الشرق الأوسط. وكثيراً ما تتحدى كتاباته الروايات السائدة التي يَعتقد أنها تنتقد إسرائيل بشكل مفرط أو متعاطفة مع خصومها، ويقدم بدلاً من ذلك منظوراً يؤكد على شرعية وضرورة تصرفات إسرائيل في منطقة متقلبة ومعادية. وقد لاقى عمل بايبس صدى خاصا لدى الجماهير الذين يشعرون بالقلق إزاء صعود التطرف الإسلامي وتداعياته على إسرائيل والغرب.
بشكل عام، تُجسد مسيرة دانيال بايبس المهنية التأثير الذي يمكن أن يحققه الباحث عندما يجمع بين الخبرة الأكاديمية والمشاركة النشطة في مناصرة السياسات. ومن خلال عمله مع منتدى الشرق الأوسط وكتاباته وتعليقاته الواسعة، لعب بايبس دوراً محورياً في تشكيل الخطاب حول إسرائيل والشرق الأوسط في كل من المجالين الأكاديمي والعام. وقد ساهمت جهوده في تعزيز حركة الدعوة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وضمان أن تكون سياسات البلاد تجاه إسرائيل مبنية على فهم عميق للحقائق التاريخية والسياسية في المنطقة.