تبادل احكام الموت صدوراً من أليمن و الولايات ألمتحدة لتلقي الضوء على ما يمكن تسميته بحرب الأنترنت.
بدأت ألمبارزة في ساوث بارك حول برنامج كارتون انتقد الحظر على ألموضوع ذاته و جاء الرد عبر الأنترنت من شبكة مجهولة تسمى ثورة ألمسلم( و ألذي اعتقل مرسلها بعدها بتهمة التحريض على الإرهاب) متوعداً مؤلفي البرنامج تري باركر و مات ستون و الذين بدورهم ملكهم ألفزع و توقف ألعرض. تضامنت مولي نورس من ألسياتل ويكلى مع الكاتبين و اقترحت تخصيص يوما خاص عبر ألفيس بوك أطلقت عليه يوم كاريكاتير محمد. صعقت نورس بمن رد عليها بين مستنكر و مؤيد و أغلقت الحكومة الباكستانية موقع ألفيس بوك، و اسرعت هي بدورها بتقديم الاعتذارات و التضامن مع مجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي و لكن بدون جدوى.
بعد ذلك جاءت فتوى انور ألاولكي، و ان كان تعبير الفتوى في هذا ألأمر غير دقيق بكل معنى الكلمة، و اصدر حكم الموت بحق نورس. استنجدت نورس بالشرطة ألأمريكية و قدموا لها ألنصيحة بالفرار و اختفت شخصاً و هوية. أما أنور فهو قيادي إسلامي ولد في نيو مكسيكو عام 1971 لوالدين من أليمن، و عاد الى موطن والديه بعد ان اتم والده الدراسة في أمريكا عام 1978. عاد أنور ألي الولايات ألمتحدة عام 1991 لدراسة الهندسة و التعليم و ابتدأ نجمه بالسطوع كقيادي إسلامي شبيهاً بأسامة بن لادن حتى تم اعتقاله بعد ألحادي عشر من أيلول. تم الأفراج عنه بعد ذلك، و شد ألرحال مختفياً في ضواحي أليمن.
تم ربط ألاولكي بسلسلة من حوادث ارهاب منها حادثة تايمز سكوير، فورت هود، و محاولة تفجير طائرة ركاب مدنية فوق ديترويت. أما أكثر ألأمور غرابة، فهو أول أمريكي تم اباحة دمه من قبل الدول دون محاكمة منذ 250 عاما، فما كان من أباه ألا ان تحدى هذا القرار بمعونة نقابة الحقوق ألمدنية ألأمريكية. أن تبادل تلك الفتوى تبرز عدة ملاحظات:
أولاً: ان نورس وغيرها يعيشون تحت رحمة قاعدة رشدي دون ان يلتفت احد لحقوقهم، و كل ذلك جراء مزاح حول الإسلام او القرآن او محمد.
ثانياً: أن بلاء الأنترنت لا حد له، فترى مزحة نورس تتحول بين ليلة و ضحاها الى معضلة دولية بعد وصول الخبر الى أنور و صدور فتوه. ما كان ذلك في الحسبان قبل عقدين من ألزمن.
ثالثاً: خصوصية ألحركة الإسلامية في استغلال الأنترنت لإعلان حرب، و امريكي يعلن الحرب على بلاده و هو خارجها، و رد أمريكا بالمثل و هلم جرا.
رابعاً: لا يمكنك ان توصف أنور ألاولكي الا بإرهابي جراء شر اعماله، و بالمقابل فان رد الحكومة ألأمريكية اخلاقي و معنوي في عين ألوقت.
خمساً: اباحة أمريكا لنفسها بقتل الإرهابيين اينما وجدوا و تحريم ذلك على إسرائيل.
أن تقاطع الطرق أعلاه ابتداء بنورس، و مروراً بالاولكي، و نهاية بأمريكا قد اوصلتنا الى معضلة إسلامية أمريكية غريبة في أطارها و رهيبة في مضمونها.