قال المحلل والمؤرخ الأمريكى دانيال بايبس، إنه يتوقع أن يتحول مشروع القانون الذى قدمه السيناتور الأمريكى تيد كروز لتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى إلى قانون سارٍ بالفعل من خلال المناقشات التى تجرى حالياً فى البيت الأبيض والكونجرس. وأكد «بايبس»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه لا داعى على الإطلاق للانتقادات التى يوجهها البعض للرئيس «ترامب» بسبب محاولاته تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس خطوة متشددة على الإطلاق، خصوصاً أن دولاً أخرى فى منطقة الشرق الأوسط سبق أن حظرت الإخوان بالفعل، مثل الإمارات والسعودية.
بداية، هل تعتقد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيضع الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية فعلاً؟
- نعم، أعتقد أن فرص حدوث هذا الأمر جيدة، وأنا جزء من الجهود التى تجرى لفعل هذا. وبالكاد ستكون تلك خطوة متشددة، فقد حدث هذا فى أكثر من مكان آخر، لا سيما فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وما التداعيات المحتملة لمثل هذا القرار إذا تم اتخاذه؟
- أن يتم تعريف وتحديد أن أهم منظمة إسلامية لديها ميول العنف الجهادى فى أساسها.
قلت إنك جزء من الجهود التى تجرى لوضع الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية.. ما تلك الجهود تحديداً وإلى أين وصلت؟
- خلال رئاسة باراك أوباما كان من الصعب تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لأن إدارته كانت تؤمن بأن الإخوان قوة إيجابية، أما «ترامب» فلا يعتقد هذا. لهذا، فإن الكونجرس يعمل حالياً مع البيت الأبيض وليس ضده. وهناك عدد من المبادرات لوضع الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية. وعلى الأرجح، سيصبح مشروع القانون الذى قدمه السيناتور تيد كروز فى هذا الشأن قانوناً.
وهل لديك قائمة بأنشطة وتنظيمات «الإخوان» فى الولايات المتحدة؟
- لا، ليست لدىّ فى الوقت الحالى.
فيما يتعلق بالمرسوم التنفيذى للرئيس «ترامب» الذى يحظر دخول مواطنى 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، هل تعتقد حقاً أنه سيحمى البلاد؟
- الفكرة الرئيسية هى حماية الأمريكيين من الجهاديين، وهى فكرة ممتازة. ولكن التنفيذ كان سيئاً. ومن بين العديد من الأخطاء، كان الخطأ الأهم هو الحكم على المهاجرين بالجنسية بدلاً من الحكم عليهم كأفراد.
وهل يمكن أن تتسبب مثل هذه القرارات فى إشعال الكراهية ضد الأمريكيين فى هذه الدول السبع؟
- لا أتصور أن مواطنى العراق وليبيا وسوريا والصومال وإيران والسودان واليمن سيكرهون الولايات المتحدة بسبب عدم قدرتهم على الدخول إليها. بالإضافة إلى ذلك، المرسوم التنفيذى كان قراراً لفترة مؤقتة.
وكيف يمكن التمييز بين المسلمين والمتطرفين؟
- يمكن أن يتم ذلك من خلال فحص مفصل ومعمق واستجواب متكرر من قبل محاورين يمتلكون المهارات. وقد قدمت دليلاً كاملاً ومفصلاً عن كيفية فعل هذا من خلال مقال يتضمن العديد من الأسئلة والمحاور التى يمكن الاعتماد عليها لإجراء هذا التمييز.
بالنسبة إلى الوضع فى سوريا، ما توقعاتك للأزمة هناك؟
- أتوقع أن تكون الانقسامات هناك دائمة، وأتفق مع فكرة أنه حتى حين كانت سوريا موحدة، فإنها كانت فاشلة بشكل ذريع.
وهل تعتقد أن وصول دونالد ترامب إلى «البيت الأبيض» سيحدث أى فارق بالنسبة للحرب فى سوريا؟
- فى الأغلب سيحدث فارقاً، لأنه يركز بشكل أكبر على هزيمة «داعش».
يتهم بعض المحللين الرئيس السابق «أوباما» بالتسبب فى زيادة الأوضاع سوءاً فى سوريا بسبب الدعم المحدود للمعارضة، هل تتفق مع هذا الرأى؟
- «أوباما» أدى بشكل سيئ فى سوريا، ولكن كان يمكن للأمور أن تكون أسوأ. كنت آمل أن يمنح المزيد من الدعم للأكراد وبعض العرب السنة.
وكيف ترى موقف تركيا من الأزمة، خصوصاً بعد تراجع الحكومة التركية عن انتقاداتها الحادة للرئيس السورى؟
- الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عبقرى حين يتعلق الأمر بالسياسات المحلية، ولكنه أحمق فى الشئون الخارجية (وهو يشبه صدام حسين بهذه الطريقة). موقف «أنقرة» فى سوريا ضعف أيضاً بسبب محاولاتها تأسيس علاقات جيدة مع «موسكو».
وهل ترى أن إسرائيل تجنى مكاسب من الوضع فى سوريا؟
- حتى الآن، إسرائيل لم تكسب أو تخسر من الأزمة فى سوريا. ولكن مستقبلاً، قد يتغير هذا الأمر إذا تحكم النظام السورى فى المزيد من الأراضى فى الدولة، حيث إنه مدعوم من إيران، وفى هذه الحالة ستكون إسرائيل خاسرة.
هل يمكنك أن ترسم لنا أفضل وأسوأ السيناريوهات المحتملة فى الشرق الأوسط؟
- أفضل سيناريو هو أن يثور الشعب الإيرانى ضد نظام الملالى. وأسوأ سيناريو هو أن يمتلك النظام الإيرانى أسلحة نووية.
يتطلب هجوم اللوفر الأخير أن نطرح تساؤلات عن سبب كون فرنسا هى الهدف من جديد؟
- عدد المسلمين فى فرنسا واعتقاد بعضهم أن الترهيب سيؤدى إلى تحول فرنسا إلى دولة إسلامية يفسر أسباب الأعمال المتكررة للجهاديين هناك.
وهل تعتقد أن تنظيم «داعش» سينهار قريباً؟
- نعم، وأنا مندهش لكونه ما زال قائماً.
وهل ستكون تلك هى نهاية موجة الإرهاب، أم أن تنظيمات أخرى ستظهر بسهولة؟
- عنف الجهاديين يأتى من عدة مصادر. وما إن يتم القضاء على «داعش»، فإن ذلك سيكون بمثابة القضاء على مصدر مهم للإرهاب. ولكن مصادر أخرى ستظل باقية.