عندما اعلن القس تيري جونز عن نيته حرق نسخة من القران في ذكرى 11 ايلول عام 2010، وضعت الإدارة الامريكية الضغوط عليه خشية هجمات على قواتها، و تم الغاء خطته. و لكنه ايضاً لم يلغي احتفاله القضائي لحرق الكتاب ألمقدس الإسلامي وانما اجله ستة أشهر. في العشرين من آذار و في احتفال طال ستة ساعات سماه يوم القضاء ألعالمي بحرق القران عمل جونز تمثيلية قضائية في فلوريدا و اصدر حكمه بان الكتاب مذنب بجرائم ضد الانسانية و حرق نسخة منه.
تعمدت الإدارة الأمريكية اهمال الحدث متأملة التقليل من نتائجه، و لكن من اصعب اخفاء أي سر في عصر الأنترنت، و خلال يومين وصلت أخبار ألحدث الى باكستان و أفغانستان و استنكر زعيمي البلد العمل، و جراء ذلك تروج في كل مكان. هاج أفغان في الاول من نيسان و قتل اثنا عشر في مزار الشريف و بعدها في يوم، انتحاريون متخفين في زي أمرأه هاجموا قوات التحالف في قاعدة في كابول و هاجم صناع الشغب في قندهار و قتلوا أثنا عشر.( يلاحظ ان عدد القتلى هو خمسة أكثر عدد القتلى في ايلول 2010 يوم هدد جونز بحرق القران).
من تلوم اخلاقياً في حوادث الموت: جونز ام ألتعصب الإسلامي؟.
لم يكن مفاجئاً تصريح جونز بوصف اعمال القتل بالإجرامية و مصرحا" يجب تحميل تلك الدول و سكانها مسؤولية ما حدث و عن أي اعذار تستعمل للترويج لا عمالهم الارهابية".
عكس ذلك وصف باراك اوباما حرق القرآن بفعل في غاية التعصب الأعمى معلقاً على العنف عمل مستنكر و شائن. أعضاء الكونغرس صوبوا اللوم نحو جونز كذلك:
- زعيم اغلبية مجلس الشيوخ هاري ريد( ديمقراطي من نيفادا) اعلن نيته في البحت عن قرار بإدانة حرق القرآن.
- رائد اغلبية مجلس الشيوخ ريتشارد دربان(ديمقراطي من اللينوي) اكد ان اعمال هذا القس الدعائية الجماهيرية مع القرآن مع الاسف وضعت جيوشنا و مواطنين البلد و الكثير من الابرياء في خطر.
- السيناتور لندسي كراهام(جمهوري من جنوب كارولينا) اعرب عن امله لتحميل بعض مواطنين امريكا المسؤولية واصفا حرية الكلام عظيمة ولكننا في حرب(عليك بمتابعة نقد هذا التصريح المخجل على يد آن بارنهاردت).
- زعيم لجنة استخبارات ألبيت ميك روجرز(جمهوري من ميشيغان) طلب من كل أمريكي ان يكون متفهما و واعيا لمسؤولية المواطن و دوره من اجل رجوع الجنود بسلامة للوطن.
على خلفية كل هذه التصريحات كان مفاجئاً استفتاء اجرته صحيفة الجارديان البريطانية ذات الميول أليسارية حول المسؤولية الاخلاقية لموت مستخدمي الامم المتحدة في مظاهرة افغانستان، فكانت النتيجة 45 بالمئة القوا اللوم على جونز قس فلوريدا و 55 بالمئة على الاسلاميين.
وبالحق فان زعماء الطائفة الاسلامية الامريكية يساندون الراي الاخير. م.زهدي جاسر من المجلس الاسلامي الأمريكي للديمقراطية في اريزونا صب اللوم على زعماء التطرف مستغلين حرق القرآن للقيام بإعمال عنف. أمام جامع الاحمدية في كاليفورنيا شمشاد ناصر صرح بان جماعته يستنكرون أي قتل باسم الدين اينما وجد وحتى ان تم باسم حرق اكثر الكتب قدسية.
كتبت في ايلول الماضي عندما هدد جونز بحرق القرآن ان العنف اصله من القانون الاسلامي، والشريعة التي "تصر بان الاسلام و القرآن خصوصاً لديهم مكانة خاصة" و هذا الاصرار مصدره فتوى آية الله الخميني عام 1989 عندما اصدر حكمه على سلمان رشدي بسبب روايته الآيات ألشيطانية، و هذا يوجب عدم الاسراف في تلك الامور، و ان الاسلام ما هو الا واحد من اديان عدة. الصراحة ان اغلاق باب علوية الإسلام على بقية الأديان هو اكثر التحديات التي تواجه تحديث الاسلام.
رغم قلة ذوق عمل جونز و لكنه قانونياً و لا يتصف بالعنف. ليس هو بالمسؤول عن قتل 43 شخصا و لكن الفكر الإسلامي المتعجرف و البربري. متى يدرك رجال الساسة في أمريكا تلك ألقاعدة الأساسية و الدفاع عن ألحريات ألمدنية للشعب الامريكي. ان انتقاد الاسلام بذوق او بدون ذوق حق دستوري. لكن ان يتم ذلك بذكاء فهو عين التحضر.