دفع الهجوم على مسابقة الرسوم المتحركة لمحمد في كارلند ولاية تكساس، الى احداث الكثير من النقاش حول علاقة المهاجمين بدولة الخلافة او ما تسمى بدولة الخلافة في العراق والشام او داعش. هل تم توظيفهم كعملاء لداعش؟ هل هم جزء من شبكة إرهاب جديدة في الغرب؟
من الواضح ان الجهاديين في كارلند لهم بعض الاتصالات بداعش. استعمل قائدهم التون سمبسون، تويتر للمتاجرة بدعوات العنف مع المدعو محمد عبد الله حسن (المعروف ايضاً مجاهد مسكي)، 25 عاما، والذي نشأ في مينابولس، ويعمل كمجند لداعش. في يوم 23 ابريل غرد حسن عبر التوتير:"الاخوة من الهجوم على شارلي عبدوا نفذوا دورهم وحان الوقت الأخوة في الولايات المتحدة ان يقومون بدورهم"، مرفقاً رابطاً لقصة Breitbart.com حول مسابقة الرسوم المتحركة لمحمد. يبدوا ان هذا ما جذب انتباه سمبسون الى الحدث في كارلند، وأعاد استعمال التوتير والدعوة للعمل قائلاً: "متى سوف تعلمون. هم يخططون ويختارون أفضل صورة مرسومة لمحمد في تكساس". ثم أضاف حسن علاوة الى ذلك:" فرد واحد فقط يستطيع ركع الأمة باسرها على ركبتيها".
ظفرت داعش بالفضل على الهجوم في كارلند واصفةً المسلحين سمبسون، 30 عاماً، ونادر حميد صوفي، 34 عاماً "جنديين من جند الخلافة وموتهم سيؤدي الى فوزهم بأعلى مراتب الفردوس". اما راديو البيان لداعش فقد استغل الهجوم محذراً الامريكيين " الاتي سيكون أسوأ بكثير واشد مرارةً" مع جند الخلافة لعمل اشياءً فظيعة".
ولكن الى الان ما هو معروف بان لا سمبسون ولا صوفي تسلموا المال او السلاح او التدريب ولا ناقشوا مخططهم مع داعش ولم يطلبوا الاذن للمضي قدماً للتنفيذ. كلاهما لم يزور العراق او سوريا.
يتم التركيب على نمط: داعش لا تخطط او توجه الهجمات ولكنها تستغل سمعتها العالية لتحريض المسلمين ضد جيرانهم من غير المسلمين كما حدث ذلك في مدينة اوكلاهوما. توفر داعش التوجيه الروحي، اختيار الأهداف، والالهام؛ وليس في مجال الخدمات اللوجستية، القيادة، والسيطرة. عندما تدعي الفضل فإنما تدعيه بسبب الالهام وليس التنظيم.
على ضوء ذلك يمكن للفرد ان يرفض أداء داعش على انه مجرد تبجح انها دربت 71 جندياً في 15 ولاية أمريكية والذين هم" على أهبة الاستعداد لمهاجمة أي هدف نرغب فيه "وبان 23 منهم تطوعوا "لمهمات مشابهة": لهجوم كارلند. لكن من خلال تنفيذ القانون في الولايات المتحدة يتم مراقبة الالاف من أمثال سمبسون وصوفي الذين يتصلون بداعش والذي بدوره قد ينقلب فجأة الى ممارسة العنف. مراقبة سمبسون لسنين طويلة اثبتت بعد كل ذلك ان لا فائدة منها. اما مفهوم الذئب الوحيد فهو لا يصلح في وقت الجهاد العالمي عندما يتحول كل مسلم تقي الى جندي للخليفة.
على عكس تنظيم القاعدة (نموذج نحن أكثر دراية به) التي تتصل مع عملائها بصورة مكثفة وتوجه تحركاتهم بالتفصيل فان داعش ليس غرضها الأول مجال تنظيم الخطط المفصلة لضرب الكفار الغربيين. بدلاً من ذلك هدفها هو السيطرة على الارض في الشرق الوسط (مثل اليمن، سوريا، ليبيا، والعراق). داعش تنادي مسلمي الغرب للتحرك الى سوريا؛ الهجمات على الغرب مجرد تراجع وترويج غايته تهريب أعضائها عبر البحر المتوسط الى أوربا.
مع كل ذلك فان نموذج داعش أكثر خطورة وقد تكون هجماتها هجمات هواة واقل فتكاً من تنظيم القاعدة ولكن احتمال حدوثها أكبر هذه الأيام. قد تكون هجماتها سهلة الإحباط ولكن من الصعب توقعها. ان أسلوب داعش أكثر فعالية لو انتبهنا الى تأثيره السياسي بدلاً من احصاء جثث الضحايا، وعلى سبيل المثال ردع السخرية بمحمد.
بعبارة أخرى، ان العلاقات الملهمة أكثر مدعاة للقلق من التنظيمية. ما تحتاجه داعش هو نشر اسم هدفاً ما في مجلة او التشجيع على ذلك من خلال تويتر المواقع الاجتماعية الالكترونية ليتم تجنيد المتطوعين. لا تحتاج داعش الى تطوير اتصالات امنة، ولا تدريب الكوادر ولا نقل الاموال عبر الحدود بل تختار وتحدد الهدف، تامر بالهجوم وتعطي التوجيهات التكتيكية.
ان تحليل ال بي بي سي BBC أخطأ الهدف مع التمسك برايه ان داعش" اثبتت انها خططت ووجهت (هجوم كارلند) -بدلاً من مجرد تصريح بحصتها في العملية بعد الحدث – وبعد ذلك يكون تطوراً مهما". ليس كذلك؛ بل ان داعش أكثر خطورة لأنها لم تخطط ولم توجه وانما فقط تكلمت وكتبت.
في الواقع كما يقدم النظام الإيراني نفسه الخطر الاعظم في الشرق الأوسط فان داعش تعرض النموذج التالي الاكثر تطورا وتهديداً من أنواع العنف الإسلامي في الغرب. هل سيتم الاعتراف بهؤلاء الأعداء القتلة في الوقت المناسب.